«Les philosophes et l’argent: les penseurs ont-ils mis en cohérence leurs écrits et leur comportement?»_ entretien avec HENRI DE MONVALLIER _ لقاء مع هنري دي مونفاليي حول كتابه: محفظة الفلاسفة
كيف كانت علاقة الفلاسفة بالمال؟

Publié le 27/08/2021

Photo:

ترجمة: عزيز الصاميدي

Source: Philosophical Horizons – آفاق فلسفيّة

في كتاب فريد من نوعه، يواجه «هنري دي مونفاليي» النظريات التي جاء بها كبار الفلاسفة حول المال بحياتهم وجوانبها العملية. وهي دعوة لاكتشاف العلاقة التي كانت تربط هذه الأسماء الكبيرة بمحفظتهم المالية.
“هنري دي مونفاليي” أستاذ مبرز ودكتور في الفلسفة، يسهم في تنشيط جامعة شعبية في مدينة «إيسى لي مولينو» منذ عام 2018. وقد ألَّف العديد من الكتب منها مدلسو الفلسفة سنة 2019، كما أصدر خلال السنة الجارية كتابه الأخير محفظة الفلاسفة عن دار النشر لو باسار

سؤال: أنت تبيِّن بأن الفلاسفة لا يتصرَّفون بالضرورة بشكلٍ منسجم مع نظرياتهم الفلسفية حين يتعلَّق الأمر بالمال. ماذا عن أفلاطون الذي كانت له في موضوع المال هذا أحكامٌ بالغة القسوة؟

– في الحقيقة، الفصل الأول من الكتاب كرسته بالكامل لأفلاطون لأنه، بسيره على نسق أفلام (الوسترن) في المُعارضة بين سقراط الطيب والشرسين والقبيحين الذين هم السفسطائيون، ساهم إلى حدٍّ كبير في تأسيس الفكرة القائلة بأن الفيلسوف لابدّ أن يحتقر المال وأن الفلسفة ممارسة نقية، مجانية وغير مغرضة لا يُرتضَى لها أن تهدف سوى إلى الحقيقة وعلاج الروح. فإذا كان لفظ «سفسطائي»، ما زال إلى اليوم يعكس معنى سلبياً ويقصد به غياب الفكر أو الدفاع عن قضايا لا يمكن الدفاع عنها (الإنسان كمقياس لكلّ شيء، وإطلاق العنان للرغبات بلا حدود، والعنف ضد العقل، وما إلى ذلك)، فمردُّ هذا كلّه إلى الرؤية التي أسّسها أفلاطون.

ونحن نميل إلى الأخذ بهذه الرؤية المانوية على الرغم من وجود فكر سفسطائي حقيقي (وقد ألَّفت جاكلين دي روميلي كتاباً عن هذا الموضوع). وفيما يتعلَّق بمسألة المال، يُؤاخِذ أفلاطون على السفسطائيين تلقيهم رواتب مقابل الدروس التي يقدِّمونها في حين أن سقراط كان يقدِّم دروسه بسخاء وبالمجان (ولكن من أين كان يأتي بقوت يومه؟ أفلاطون لا يتكلَّم عن ذلك).

هنا بالذات يجب علينا أن نستعين بالسِّيَر وعلم الاجتماع. فأفلاطون ينحدر من عائلة أرستقراطية كبيرة من أثينا، حيث يمتدُّ نسبه عبر الشجرة العائلية لوالدته، إلى سولون، مؤسّس الديموقراطية الأثينية. في الواقع، لم يكن مضطراً للعمل في يوم من الأيام، ويتيح لنا ذلك أن نفهم بشكلٍ أفضل ما يسمّيه «بيير بورديو» في تأمُّلات باسكال العلاقة «المدرسية» بعالم أفلاطون، أي علاقة تأمُّلية بحتة، حرّة ومتحرّرة من أي إلحاح عملي.

أمّا السفسطائيون فينحدرون من الطبقة الوسطى ويحتاجون إلى كسب لقمة العيش: معلِّمو وأساتذة الفلسفة الحاليون ينتمون إلى التقاليد السفسطائية أكثر من انتمائهم إلى التراث السقراطي أو الأفلاطوني بهذا المعنى. ولكن، عندما ننظر إلى مراسلات أفلاطون (ولا يزال لدينا بعضٌ منها)، وخاصة الرسالة الثالثة عشرة، ندرك، والأمر يبعث على الضحك، أن هذا الأخير، الذي ينعت السفسطائيين بأشنع الصفات كونهم لا يتحفَّزون، حسب اعتقاده، إلّا لغواية الربح، لم يتردَّد، عندما كان يتواجد بصقلية في سنة 367 قبل الميلاد، في طلب المال من الطاغية «ديونيسيوس الأصغر» ولا في تقديم المشورة له في أمور تتعلَّق بالإدارة السياسية…

سؤال: ماذا عن «سينيكا» الذي كانت توجَّه إليه انتقادات بسبب ثروته التي تتعارض مع كتاباته؟

– يمثِّل «سينيكا» أيضاً حالة بارزة في هذا الباب. فهو من ناحية، لم يكن أبداً يكف عن احتقار المال بشكلٍ علني في كتاباته، وعن الدعوة إلى الانفصال عنه، وهو يوصي بالقناعة، بل وحتى بالفقر (حيث يذهب إلى حدّ اتخاذ مذهب الحد الأدنى لديوجين الساخر كنموذج له). ومن ناحية أخرى فهو كان واحداً من أغنى أغنياء زمنه لأنه كان يملك رابع أكبر ثروة في روما في عصره: (300 مليون سيسترس – )، كما يخبرنا بذلك المُؤرِّخ تاسيتوس، أي ما يعادل (228 مليون يورو) اليوم، وبذلك كان لا محالة سينضم إلى ثلّة الأغنياء الذين نقرأ أسماءهم في الترتيب السنوي الذي تصدره المجلة الاقتصادية «Challenges»ـ..

وكان «سينيكا» أيضاً مرابياً شرساً أشعل ثورة في منطقة بريتاني للحصول على قرض بالفائدة تأخَّر المدينون في سداده له. إذ نقرأ في تاريخ الرومان لصاحبه «ديون كاسيوس» أن مؤلِّف حوار «هدوء الروح» قد «أقرض البريتانيين أربعين مليون سيسترس، على أمل أن يُحصِّل منهم فوائد مرتفعة، ثمَّ طالبهم بالدفع الفوري مع اتخاذه لتدابير عنيفة»… في العصور القديمة، كان يتمُّ التأكيد على أن الفيلسوف يجب أن يحيا حياةً منسجمة مع كتاباته. ونحن نرى أن في حالة «سينيكا» أن هذا الأمر يبقى إشكالياً للغاية.

سؤال: وفيما يتعلَّق بـ «كانط»، ماذا يمكن أن يُقال عن العلاقة بين فكره الفلسفي وموقفه تجاه المال في حياته اليومية؟

– في الفقرة (85) من مؤلَّفه «الأنثروبولوجيا»، ومن وجهة نظر براغماتية، ينتقد «كانط» الجشع، ويمكن القول بأن ممارسته كانت منسجمة مع نظريته. لقد كان على الدوام كريماً مع المُحيطين به. ففي الوقت الذي كان يمتهن ما كان يسمَّى في ذلك الوقت ، أي أستاذاً في الجامعة يتلقى راتبه من طلابه مباشرة، فإنه قد سمح لـ«فازيانسكي »، واحد من كتبته المُستقبليين، والذي كان أيضاً القائم على تنفيذ وصيته، والذي ترك لنا ذكرياته عن مؤلّف كتاب «نقد العقل الخالص»، بمتابعة محاضراته مجاناً.

وكان «كانط» أيضاً يجزل العطاء لخادمه، «مارتن لامبي »، لدرجة أن هذا الأخير كان، في نهاية حياته، ينعم براحة مادية تفوق تلك التي توفَّرت لـ«كانط» نفسه! وحتى بعد فصله في ظروف عاصفة، دفع له معاشاً سنوياً مدى الحياة. مع أنه لم يكن مكرها على القيام بذلك. وبالمثل، منح «كانط» معاشاً تقاعدياً لأخته الصغرى التي كانت تشغل سريراً في دار العجزة وكان يرفع المبلغ الذي يدفعه لها بشكلٍ مطرد. كما أنه ساعد ابنها المُحتاج أيضاً. لذلك كان «كانط» أخلاقياً في هذا المجال ويتصرَّف وفق ما تمليه عليه فلسفته: كان دائماً يعتبر المال وسيلةً لا غاية.

سؤال: لقد كان «سارتر» يموِّل العديد من معارفه: حيث يدفع عنهم الضرائب والاستشارات الطبية والإيجارات، إلخ. إذا نظرنا إلى ما يوجد وراء هذا الكرم، ألم تكن تلك طريقة لجعل الآخرين يعتمدون عليه؟ كيف كانت رؤيته للمال؟

– كان «سارتر» كريماً جدّاً، بشكلٍ يكاد يكون مرضياً. كان يسحب دفتر شيكاته حتى قبل أن يطلب إليه ذلك! وفي نهاية حياته، كما جاء ذلك في مذكرات «سيمون دي بوفوار»، ولكثرة ما كان يوزّع أمواله هنا وهناك دون حساب، فهو لم يعد يملك حتى ما يكفي لشراء زوج من الأحذية!

وأعتقد أن هذا الكرم المُفرط، وهذا الازدراء للمال الذي بدأ يظهره (منذ اللحظة التي كسب فيها الكثير من المال بفضل نجاح كتابه الموجز «الوجودية مذهب إنساني») يرتبط بكراهيته المُتجذِّرة للعالم البرجوازي التي شكَّلت بوصلة حياته. فـ«سارتر» كان يدعو إلى أخلاقيات الإنفاق المُفرط ضد فكرة التدبير البرجوازية، أو ما يُصطلَح عليه بسياسة «الأب الصالح» الذي يولي اهتماماً كبيراً للعلاقة بين الدخل والإنفاق.

هل كانت تلك طريقة لجعل الآخرين يعتمدون عليه ويرتهنون به؟ في الواقع، نعم. ولكنها أيضاً وسيلة لجعل الآخرين أكثر حرّيّة، ولتعظيم ممكناتهم التي تضاءلت بسبب الإحراج المالي: وبهذا المعنى، فإن المُمارسة المالية السارترية، مهما كانت مفرطة، تتماشى مع رؤيته الإطلاقية (والتي تبقى في رأيي موضع خلافٍ كبير، ولكن هذا نقاش آخر) لمسألة الحرّيّة.

سؤال: يبدو أن اهتمام العديد من الفلاسفة بموضوعة المال يزداد في الوقت الذي يزداد افتقارهم إليه. هل علاقتنا بالمال مشروطة بوضعنا المادي؟

– نعم، وكما يقول «باسكال بروكنر» في كتابه «حكمة المال» (2016)، فإن حديث المرء عن المال لا يعدو في مطلق الأحوال أن يكون حديثه عن نفسه. وأنا مثلاً أعلن عن راتبي الخاص في نهاية الكتاب لكي أبيِّن وضعي الشخصي! ولكن يمكننا أن نهتم بالمال ونفكِّر في العلاقة التي يمكن ويجب على الفلاسفة أن يكونوها معه دون أن نكون بالضرورة في حالة احتياج (لنتذكَّر مثالي أفلاطون وسينيكا اللذين تحدَّثنا عنهما). هناك أيضاً فلاسفة لم يتحدَّثوا عن المال رغم فقرهم، على غرار «هيغل» الذي عانى من الحاجة على امتداد فترة طويلة من حياته، ولم يتطرَّق للموضوع في أعماله المنشورة (باستثناء بعض المقاطع العامة جدّاً والمُجردة في كتابه «مبادئ فلسفة القانون»).

سؤال: يقول «شوبنهاور»: «قبل كلّ شيء، هناك نوعان من الكُتَّاب: أولئك الذين يكتبون ليقولوا شيئاً، وأولئك الذين يكتبون من أجل الكتابة فقط»، أي لكسب المال. هل يجب بالضرورة تحرير الكتابة من أيةّ قيود مالية للحصول على القيمة؟ ألا يمكن التوفيق بين الكتابة الجيّدة والربح؟

– من الصعب التعميم بشأن هذه المسألة. فقد كان «شوبنهاور» نفسه يتقاضى معاشاً سنوياً وتمكَّن من كتابة ما يريد دون أن يبقى رهيناً بنجاح كتبه (التي لم تكن تُباع إلّا قليلاً جدّاً في حياته). إذا كنت ترغب في بيع كتبك، فالأسهل أن تستجيب لرغبات القُرَّاء وتقترح نظرية صغيرة من النظريات المُتداولة حول السعادة أو أي من هذه الكتب التي لا أعرف كيف يسمّونها أو ما شابه ذلك. وأمثال هذه الكتب نرى في كلّ أسبوع نماذج جديدة منها على طاولة المُستجدات في المكتبات. ذلك أسهل من القول بأن حياتنا بلا معنى وأننا سائرون إلى العدم واليباب لا محالة. مثل هذا القول لا يساعد على بيع الكتب.

وفي الواقع، الكتب التي لها شأن حقيقي في الفلسفة لا تلاقي في الغالب رواجاً في حياة مؤلِّفيها. فقد استغرق الأمر خمس سنوات قبل أن تنفد النسخ الألف من الطبعة الأولى من كتاب «رأس المال» لـ«كارل ماركس». وهو الكتاب الذي سيصبح، بعد مرور قرن من الزمان، في قلب الخلافات الأيديولوجية خلال القرن العشرين. وفي الأدب، كان «فلوبير وبروست» غير خاضعيْن لأيّة قيود مالية ولم يكن كلاهما ينتظر الحصول على حقوق الطبع والنشر لدفع الإيجار. ومع ذلك، هناك استثناءات في هذا الاتجاه: فالكاتب «سيمونون»، الذي تمَّ ضم أعماله قبل بضع سنوات إلى مجموعة الـ«بليياد – » المرموقة، باع ملايين النسخ في حياته، وحقَّق ثروة طائلة. لقد كان كاتباً شعبياً بسمك أدبي، وأيضاً فلسفي، وقد أُخصص في يومٍ من الأيام كتاباً آخر للحديث عنه.

سؤال: ممّا جاء في كتابك حول ماركس: «لا شكّ في أننا يجب أن نبحث عن جذور ثورة ماركس على الظلم الاجتماعي والاستغلال والبؤس في محفظته ومعدته الخاويتين». هل أفكارنا انعكاس لحالتنا المادية لا غير؟

– في خمسينيات القرن التاسع عشر، أثناء وجوده في لندن، واجه ماركس صعوبات مادية ومالية كبيرة، سرد تفاصيلها في رسائله إلى «إنجلز». فقد كان هو وأسرته يعانون من الجوع والمرض حتى أن أحد أطفاله (وكان يدعى إدغار) مات من نقص التغذية خلال هذه الفترة: إن الأمر يشبه حقّاً أجواء رواية «جارمينال» لـ«إميل زولا». وفي عام 1864، وافقت والدته أخيراً على منحه حصته من الميراث بعد أن ظلّت ترفض ذلك لسنواتٍ عديدة، ممّا خفَّف من ضائقته المالية. وخلال هذه الفترة بالذات بدأ بالاشتغال على كتابه «رأس المال» الذي صدر الجزء الأول منه في عام 1867.

أودُّ أن أؤكِّد على هذه النقطة، لأن الكثيرين يسخرون من ماركس بالقول إنه برجوازي لم يشتغل قط ولم يلتق البروليتاريا إلّا في المكتبات. هذا صحيح. لكنه مع ذلك شهد، خلال هذه الفترة، ظروفاً معيشية مادية صعبة للغاية يمكن أن تقرّبه من معاناة البروليتاريا في عصره وتوجِّه أيضاً تفكيره في مسألة المال والعمل والاستغلال كما نجده في الجزء الأول من كتاب «رأس المال».

FIGAROVOX. – Vous montrez que les philosophes n’ont pas nécessairement un comportement en accord avec leurs propos philosophiques sur l’argent. Qu’en est-il de Platon qui portait un jugement très sévère à son égard ?

HENRI DE MONVALLIER. – Mon premier chapitre est en effet consacré à Platon car, avec son opposition de western entre le bon Socrate et les brutes et les truands que sont les sophistes, il a largement contribué à fonder en Occident l’idée que le philosophe devait mépriser l’argent et que la philosophie était un exercice pur, gratuit et désintéressé qui ne doit viser que la vérité et le soin de son âme. Si le mot «sophiste» est chargé, encore aujourd’hui, d’un sens négatif et signifie l’absence de pensée ou la défense de causes indéfendables (l’homme mesure de toutes choses, le déchaînement sans borne des désirs, la violence contre la raison, etc.), c’est en raison de la vision qu’en donne Platon.

On a tendance à prendre cette vision manichéenne pour argent historique comptant alors qu’il y a bien une pensée des sophistes (Jacqueline de Romilly a écrit un livre à ce sujet). Concernant la question de l’argent, Platon reproche aux sophistes de se faire payer pour leurs leçons alors que Socrate donne les siennes généreusement et gratuitement (mais de quoi vit-il ? Il ne le précise pas).

C’est là où il faut faire intervenir la biographie et la sociologie. Platon est issu d’une grande famille aristocratique d’Athènes, sa famille remontait, par sa mère, jusqu’à Solon, le fondateur de la démocratie athénienne. De fait, il n’a jamais eu à travailler et on peut mieux comprendre ce que Pierre Bourdieu appelle dans Les Méditations pascaliennes le rapport «scolastique» au monde de Platon, c’est-à-dire un rapport purement contemplatif, libre et libéré de toute urgence pratique.

Platon n’a pas de mots assez durs pour les sophistes motivés uniquement par l’appât du gain. Il n’hésite pourtant pas à demander de l’argent au tyran Denys le Jeune alors qu’il se trouve à Syracuse en 367 et à le conseiller sur sa gestion…Henri de Monvallier

Les sophistes, eux, sont issus de la classe moyenne et ont besoin de gagner leur vie : les profs de philo actuels sont d’ailleurs plus les héritiers des sophistes que de Socrate ou Platon en ce sens. Mais, quand on regarde la correspondance de Platon (il nous reste quelques lettres), en particulier la Lettre XIII, on se rend compte, et c’est assez amusant, que Platon qui n’a pas de mots assez durs pour les sophistes motivés uniquement par l’appât du gain, n’hésite pas à demander de l’argent au tyran Denys le Jeune alors qu’il se trouve à Syracuse en 367 et à le conseiller sur sa gestion…

Dans l’Antiquité, on insistait sur l’idée qu’un philosophe devait mener une vie en accord avec ses écrits.Henri de Monvallier

Et Sénèque, critiqué pour sa fortune en contradiction avec ses écrits?https://25fc2f543c14487b797f151afbba3781.safeframe.googlesyndication.com/safeframe/1-0-38/html/container.html

Le cas de Sénèque est emblématique. D’un côté, il ne cesse de mépriser ouvertement l’argent dans ses écrits, de prôner le détachement par rapport à lui, la sobriété et même la pauvreté (il va jusqu’à prendre pour modèle le minimalisme de Diogène le Cynique). Et de l’autre il est l’un des hommes les plus riches de son temps puisqu’il est la quatrième fortune de Rome de son époque : 300 millions de sesterces, comme nous l’apprend Tacite, soit 228 millions d’euros ! Aujourd’hui, il serait dans le classement annuel des grandes fortunes de Challenges !

Sénèque était un usurier féroce qui a provoqué une révolte en 67 en Bretagne pour un prêt à intérêt qu’on tardait à lui rembourser.Henri de Monvallier

Sénèque était par ailleurs un usurier féroce qui a provoqué une révolte en 67 en Bretagne pour un prêt à intérêt qu’on tardait à lui rembourser. Dion Cassius nous dit dans son Histoire romaine que l’auteur de La Tranquillité de l’âme «avait prêté aux Bretons 40 millions de sesterces, dans l’espoir d’en retirer des intérêts élevés, puis en avait exigé le paiement immédiat en prenant des mesures de violence» … Dans l’Antiquité, on insistait sur l’idée qu’un philosophe devait mener une vie en accord avec ses écrits. On voit que c’est ici très problématique.

Concernant Kant, que peut-on dire du rapport entre sa pensée philosophique et son attitude vis-à-vis de l’argent dans son quotidien ?

Au paragraphe 85 de son Anthropologie du point de vue pragmatique, Kant critique l’avarice et on peut dire qu’il a eu, lui, une pratique en rapport avec sa théorie. Il a toujours été généreux avec son entourage. Alors qu’il est ce qu’on appelait à l’époque Privatdozent, professeur à l’université rémunéré directement par ses étudiants, il permet à Wasianski, l’un de ses futurs secrétaires qui sera aussi son exécuteur testamentaire et qui nous a laissé ses souvenirs sur l’auteur de la Critique de la raison pure, de suivre ses cours gratuitement.

Kant a donc été moral sur ce terrain-là et à la hauteur de sa philosophie : il a toujours considéré l’argent comme un moyen et jamais comme une fin.Henri de Monvallier

Kant payait aussi très bien son domestique, Martin Lampe, au point que celui-ci était, à la fin de sa vie, plus à l’aise que Kant lui-même ! Même après l’avoir congédié dans des conditions houleuses, il lui verse une rente viagère. Rien de l’y obligeait. De même, Kant octroie une pension à sa sœur cadette qui occupe un lit à l’hospice et augmente régulièrement la somme qu’il lui verse. Il aide aussi le fils de celle-ci qui est également dans le besoin. Kant a donc été moral sur ce terrain-là et à la hauteur de sa philosophie : il a toujours considéré l’argent comme un moyen et jamais comme une fin.

Sartre finançait beaucoup de ses familiers : impôts, consultations médicales, loyers, etc. Au-delà de sa générosité, était-ce un moyen de rendre autrui dépendant de soi ? Comment considérait-il l’argent ?

Sartre était extrêmement généreux, presque maladivement, j’ai envie de dire. Il sortait son carnet de chèques avant même qu’on lui demande ! À la fin de sa vie, Simone de Beauvoir nous dit dans ses Mémoires qu’il distribue tellement son argent à droite et à gauche qu’il n’a même plus de quoi acheter une paire de chaussures !

Je crois que cette générosité démesurée, ce mépris de l’argent affiché (à partir du moment où il en a gagné beaucoup grâce au succès du petit livre L’Existentialisme est un humanisme) est lié à sa haine viscérale du bourgeois qui a orienté sa vie. Sartre prône une éthique de la dépense démesurée contre la gestion bourgeoise de «bon père de famille» qui fait attention au rapport entre rentrées d’argent et dépenses.

Est-ce que c’est un moyen de rendre autrui dépendant de soi ? De fait, oui. Mais c’est aussi un moyen de rendre les autres plus libres, de maximiser leurs possibles amoindris par la gêne financière: en ce sens, la pratique financière sartrienne, pour excessive qu’elle soit, est en phase avec sa vision absolutiste (et à mon avis très contestable, mais c’est un autre débat) de la liberté.

Nombre de philosophes semblent s’intéresser à l’argent lorsqu’ils en manquent. Notre rapport à l’argent est-il conditionné par notre situation financière ?

Oui, comme le dit Pascal Bruckner dans son livre La Sagesse de l’argent (2016), parler d’argent c’est toujours un peu parler de soi. Et d’ailleurs je donne mon propre salaire dans la conclusion du livre pour me situer moi-même ! Mais on peut s’intéresser à l’argent et théoriser le rapport qu’un philosophe peut et doit avoir avec l’argent sans forcément en manquer (voir Platon et Sénèque dont nous avons parlé). On peut aussi, comme Hegel qui a manqué d’argent une grande partie de sa vie, ne pas aborder le thème dans son œuvre publiée (à part quelques passages très généraux et abstraits dans les Principes de la philosophie du droit) et en parler tout le temps dans sa correspondance privée.

Les livres qui comptent en philosophie se sont souvent mal ou peu vendus du vivant de leur auteur.Henri de Monvallier

«Avant tout, il y a deux sortes d’écrivains : ceux qui écrivent pour dire quelque chose, et ceux qui écrivent pour écrire », c’est-à-dire pour gagner de l’argent, assure Schopenhauer. L’écriture doit-elle nécessairement être libérée de toute contrainte financière pour avoir de la valeur ? Écriture de qualité et rentabilité sont-elles irréconciliables ?

Il est difficile de généraliser sur cette question. Schopenhauer était lui-même rentier et il a pu écrire ce qu’il voulait sans dépendre du succès de ses livres (qui se sont très peu vendus de son vivant). Si vous voulez vendre, il est plus facile de répondre à une demande et de proposer une énième Petite Philosophie du bonheur ou je ne sais quel feel good book, comme on dit et comme on en voit fleurir chaque semaine sur la table de nouveautés des librairies, que de dire que notre vie n’a pas de sens et que nous sommes voués au néant et à la mort. C’est moins vendeur.

De fait, les livres qui comptent en philosophie se sont souvent mal ou peu vendus du vivant de leur auteur. Il a fallu cinq ans pour que les 1000 exemplaires de la première édition du Capital de Marx s’écoulent alors qu’un siècle après ce livre allait être au centre des querelles idéologiques du XXe siècle. En littérature, Flaubert et Proust étaient libres des contraintes financières et n’attendaient pas de toucher leurs droits d’auteur pour payer leur loyer.

Cela étant, il y a des exceptions à cette tendance : Simenon, entré il y a quelques années dans la Pléiade, vendait des millions de livres de son vivant et était devenu très riche. C’était un écrivain populaire avec une épaisseur littéraire, et aussi philosophique d’ailleurs, j’en parlerai peut-être un jour dans un autre livre.

«C’est sans doute dans son portefeuille et son ventre vides qu’il faut aussi chercher les racines de sa colère face à l’injustice sociale, à l’exploitation et à la misère », écrivez-vous à propos de Marx. A-t-on les pensées de sa condition matérielle ?

Dans les années 1850, alors qu’il se trouve à Londres, Marx connaît de grandes difficultés matérielles et financières dont il raconte le détail dans ses lettres à Engels. Lui et sa famille souffrent de la faim et de la maladie et l’un de ses enfants (Edgar) meurt même de sous-alimentation durant cette période : on est vraiment dans Germinal ! En 1864, sa mère consent enfin à lui donner sa part d’héritage qu’elle lui refusait depuis des années, ce qui permet à l’étau financier de se desserrer. C’est en effet durant cette période qu’il met en chantier Le Capital dont le livre I paraît en 1867.

Je me permets d’insister sur ce point car on se moque souvent de Marx en disant que c’est un bourgeois qui n’a jamais travaillé et qui n’a rencontré les prolétaires que dans les bibliothèques. Ce n’est pas faux. Mais il a tout de même connu, durant cette période, des conditions de vie matérielles très difficiles qui peuvent le rapprocher malgré tout de la souffrance du prolétariat de son époque et qui orientent aussi la pensée de l’argent, du travail et de l’exploitation qu’on trouve dans le livre I du Capital.