نموذج للحوار الثقافي الفرنسي العربي

يمثل متحف اللوفر بأبوظبي أول متحف عالمي في العالم العربي يجسّم حالة الانفتاح الحضاري والحوار مع الآخر. وباعتباره إحدى المؤسسات الثقافية الواقعة في قلب المنطقة الثقافية في السعديات (أبو ظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة)، سيجد عشّاق الفنّ ملاذهم بين الأعمال الفنية ذات الأهمية التاريخية والثقافية  والاجتماعية القادمة منذ القِدَم حتى أيامنا هذه. ابتدع المهندس « جون نوفيل »الحائز على « جائزة بريتزكر  للهندسة المعمارية » تصميم متحف اللوفر الذي يغطي مساحة 9200 متر مربع من صالات العرض الفنية بما فيها صالة العرض الدائمة وصالة المعارض المؤقتة. وتشتهر هذه الأخيرة باستعارتها لأعمال فنية من العديد من المتاحف الفرنسية الشهيرة مثل متحف اللوفر، ومتحف أورسيه، ومركز بومبيدو.

جون نوفيل هو مهندس معماري فرنسي، (من مواليد 12 أغسطس 1945 في محافظة لو و غارون،فرنسا). حاز في 2005 على جائزة وولف للفنون، جائزة آغاخان للعمارة (الجائزة سلمت لمعهد العالم العربي في باريس الذي قام نوفل بتصميمه)، وفي 2008 على جائزة بريتزكر والتي تعد أهم الجوئز المعمارية العالمية عن مجمل أعماله التي تعدت ال200 مشروع.كما تعرض عدد من المتاحف والمعارض المعمارية نماذج من أعماله.

ّواستعاد المعماري « نوفيل » بعض العناصر الحضارية التي تُميّز دولة الإمارات، فأنشأ قنوات مائية مستوحاة من الأفلاج تمر من خلال المتحف، مستمداً إلهامه من العمارة العربية التقليدية. كما بنى القبّة الهندسية متيحاً للإضاءة الطبيعية باختراقها إلى داخل المبنى استوحاها من مرور أشعة الشمس عبر سعف أشجار النخيل المتداخلة التي كان يتم استخدامها في سقف المنازل التقليدية فتُشكّل رقصة جميلة بين الظل والنور. ومن خلال ضمّ مختلف الحضارات في المساحات ذاتها، يسلّط المتحف الضوء على أوجه التشابه والتبادلات الناشئة عن التجربة الإنسانية المشتركة التي تتجاوز حدود الجغرافيا، والجنسية والتاريخ.

المتحف الأم: اللوفر، باريس

قيل عن المتحف عند افتتاحه:

« هو آخر الرموز الثقافية التي احتفل بها العالم، واحد من أروع المتاحف التي يمكنك زيارتها بفضل هندسته المذهلة وبفضل ما سيتضمنه من مقتنيات دائمة وأخرى معارة من أرقى المؤسسات المتحفية العالمية، فإذا كنت من عشاق الثقافة وتتبع مخلفات الحضارة الإنسانية فربما سيكون متحف اللوفر في أبو ظبي السبب الأول لتحجز تذكرة طيران إلى الإمارات قريبًا، وتشاهد أول متحف عالمي في الوطن العربي.

إنه المنارة العالمية الجديدة التي تتميز بها الإمارات، الدولة التي جمعت بين ثقافات الشرق والغرب، وأصرت على أن يكون المتحف رمزًا جديدًا لبعدها الحضاري، فتلتقي على أرضها وتحت قبة اللوفر أبوظبي مختلف الثقافات، ويتسلط الضوء المنبعث بين فراغات القبة على القصص والإبداعات التي تشترك فيها الإنسانية.

بعد 10 أعوام من إنطلاق المشروع الضخم والهائل سنة 2007، شهد اليوم الثامن من شهر نوفمبر لسنة 2017 افتتاح الأيقونة التي طالما انتظرها المثقفون من حول العالم، على مساحة مبنية إجمالية تبلغ 97 ألف متر مربع، تزينها قبة جميلة قطرها 180 مترًا، وهو من تصميم المهندس والمعماري المصمم العالمي جان نوفيل.

هو متحف اللوفر في ابو ظبي الذي جاء وليد التعاون بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة، وثمرة هي الأولى من نوعها بين المؤسسات الثقافية، نتجت على إثر تزاوجٍ جميلٍ بين روح المعاصرة والأصالة الإماراتية والفرنسية، تدمج التنوع الثقافي والتفتح الإماراتي على العالم من جهة، والخبرة المتحفية الفرنسية من جهة أخرى.

تشرف على هذا المتحف العالمي دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي والتي تعمل على حماية تراث الإمارة وثقافة والترويج لها ومد الجسور مع ثقافات الشعوب، وتعتبر وكالة متاحف فرنسا شريكها الرئيس إضافة إلى 16 متحفًا فرنسيًا أعرقها وأكثرها شهرة متحف اللوفر في باريس، قصر فرساي، قصر فونتينبلو، متحف أورسيه وغيرهم. ».المصدر: موقع: بتصرف

https://www.holidayme.com/safir/before-you-visit-louvre-abu-dhabi/